ما سبب انكسار واقعنا
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله والحمد لله على نعمة الإسلام
والحمد لله أن أرسل إلينا رسول الله – صلى الله عليه وسلم
قد تحدث مشاكل كثيرة
فيبنى البعض جدران تحول بيننا وبين الحقيقة
من السهل عند كل مشكلة … أن تبنى بينك وبينها جدراً
من السهل أن تشير إلى أى شخص وتقول …. هو السبب
هو فلان السبب …. هو هذا الشخص سبب كل المشاكل
هو بعينة سبب كل مشكلة .
من السهل جدا أن نشكو الناس …. وهذا منطق ومنهج المنهزمين الضائعين
ما هو السبب ؟ هل هو الفقر ؟ هل السبب هو الجهل ؟ هل السبب هو وجود فلان ؟ هل السبب هو الظروف ؟ ما هو السبب الحقيقي لهذه المشكلات ؟ وما هو الحل ؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]أن تشير لشخص من بعيد جدا وتقول أنه هو سبب المشكلة
فإنك وقتها تتخلص من المسئوليتك …. تلقى بمسئولية المشكلة مباشرة على شخص آخر .
تخترع أنت أسباب تجعلك فى موقف الضحية المظلوم صاحب الحق الضائع … وببساطة تقول أصل فلان هو السبب . بهذه البساطة تقولها …
ووقتها لن تحل هذه المشكلة أبدا …. لأن فى رأيك أن سبب المشكلة شخص آخر وليس أنت .
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]من الممكن أن تقترب أكثر من حل المشكلة … سواء كانت زوجية أو عائلية أو فى العمل
من الممكن أن تقترب من المشكلة على خجل … وتعلن لشخص ما أنه هو سبب مشكلتك هذه .
وهنا تكون قد إمتلكت قدرا من الشجاعة .. ولكن ليس بالقدر الكافى لحل المشكلة.
بل هو حل ربما يزيد ممن المشكلة .. خاصة وإن كان الشخص الآخر على يقين أنك أنت سبب هذه المشكلة
أو لدية إعتقاد جازم بأنك أنت سبب المشكة أيضاً .. كما تظن أنت فيه ذلك .
ويكون وقتها كل منكما يبنى جدار يحول بينه وبين حل المشكلة .
________________________________
أما الحل الصحيح هو أن تنظر لنفسك .. وتتهمها …. وتربيها …. وتفهمها وتعرف تصرافاتها وأسليبها … وتقول أنا سبب هذه المشكلة …. وقتها ستضع نفسك فى مواجهه صادقة مع المشكلة مباشرة … وقتها ستكبر أنت وستصغر المشكلة … وقتها ستكون أنت من يأخذ بزمام الأمور للحل … نعم للحل .. وليس للهروب والتظاهر بمظهر الضحية .
وتستطيع أن تعلنها … أنا سبب هذه المشكلة .. وأنا من سيصلحها
عندها ستجد أن هناك شخص شجاع يستطيع أن يحل المشكلة لأنه وقف أمام نفسه وروضها و أعلن شجاعته فى مواجهتها … وأعلن عزمة على حل المشكلة ومن جذورها .
حينها ستجد أنه لا يوجد أى جدار يحول بينك وبين الحل
حينها ستجد أن كل زمام الأمور فى يدك ولا يوجد جدار أسمه ( هو السبب ) يحول بينك وبين حل المشكلة
حين تجد من يملك الشجاعة لحل المشكلة … فستختفى المشكلة ….. فوراً.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]اللهم أصلح نفوسنا وارزقنا أن نرى عيبنا وأن نهدم كل جدار يحول بيننا وبين حل مشكلاتنا بأنفسنا يارب العالمين .
اللهم أرزقنا بصيرة
وارزقنا قلبا مؤمنا
وارزقنا عملا صالحا
واجعلنا صادقين
مؤمنين بك
عاملين
طائعين ساجدين ذاكرين
وعلى كل مشاكلنا وأعدائنا
منتصرين
ياب العالمين
ويارب المستضعفين
ويا مالك الدنيا
ومالك يوم الدين
يقول الله سبحانه :
{ أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ } سورة البقرة الآية 44
أرجوك لا تلقى اللوم والخطأ على الآخرين …. وتنسى نفسك
أرجوك لا تنصح الآخرين … وتوجههم … وتنسى أن تقول الحق لنفسك وتكون أول من يطبقه
ويعمل به
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]ويقول لنا سبحانه وتعالى :
{ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ }
قل هو من عند أنفسكم …. وليس من عند الآخرين
حل أى مشكلة أن تنظر لنفسك … وتعرف أن نفسك هى أهم الأسباب فيها
وتبدأ العمل وتنفيذ الحل مباشرة … وقتها ستزول المشكلة …. ماذا تنتظر ؟ ابدأ فى الحل
عندما يجلس الشاب ويلقى اللوم على جميع ما حوله .. وينسى أنه هو من يجب أن يتحرك لحل أى مشكلة .. وأن يكون تحركه سريعا قبل تفاقم وإزدياد المشكلة
عند نتأمل أحداث التاريخ نجد التاريخ يعيد نفسه!!..
.
انظروا احداث ذي القرنين وعندما وصل الى اناس جاهلون
كانوا قوما متخلفين لأنهم كانوا منغلقين على أنفسهم ولا يتفاعلون مع الأحداث، وذلك لغفلتهم وسذاجتهم وانشغالهم فقط بأنفسهم..
.
كانوا قوما ضعاف لذلك لم يستطيعوا صد هجمات يأجوج ومأجوج
والوقوف أمامهم ومنع فسادهم فى الأرض..
.
كانوا قوما عاجزين عن الدفاع عن أراضيهم ومقاومة المعتدي ورفع الظلم عن أنفسهم..
.
كانوا قوما فى قمة السلبية والاعتماد على الغير..
.
نعم، هكذا أصبحنا!!!
أصبحنا مثلهم متخلفين ومنغلقين على أنفسنا ومنشغلون بها ولا نتفاعل مع الاحداث ولا نستطيع رفع الظلم عن أنفسنا ولا عن اخوانا المستضعفين فى الأرض.. لم نعُد نحرك ساكنا إلا في ما يتعلق بأمرورنا ومصالحنا الضخصية والذاتية..
.
اصبحنا عاجزون عن الدفاع عن أراضينا ومقداستنا وننتظر من يرفع عنا الظلم!!.. فنحن مثلهم فى قمة السلبية لم نحسن استغلال مواردنا وطاقتنا وثرواتنا..
.
هل نحن ننتظر ظهور المهدى المنتظر ليرفع عنا الظلم ولم نأخذ بالاسباب ونحاول صد هجمات يأجوج ومأجوج؟..
.
عندما جاء القوم ذو القرنين وطلبوا منه ان يجعل بينهم وبين يأجوج ومأجوج سدا قال لهم فأعينوني بقوة أجعل بينكم وبينهم ردما ..
لماذا هذا العجز؟؟
ولماذا الانتظار؟؟
لم لا نأخذ بالاسباب؟؟
.
عندما تركنا إخواننا المسلمين فى محنهم تكالبت علينا المحن رضينا لهم الجوع وعدم الراحة وعدم الأمن الامان فأصبحنا نفتقد الامن والامان رغم اختلاف اوضاعنا المعيشية..
.
لن نخرج من هذه المحن بمعجزة فقد انتهى زمن المعجزات!!..
لن نخرج إلا باستخدام طاقاتنا ومواردنا..
ونترك ثوب الذل والخضوع والانكسار، ونتعاون مع بعضنا البعض فى مواجهة يأجوج ومأجوج زماننا هذا! الذين يفسدون فى الارض ويهلكون الحرث والنسل ..
.
ذو القرنين لم يمتلك عصاه مثل عصاة موسى عليه السلام فى الجهاد فى سبيل الله واقامة العدل ورفع الظلم، ولكنه كان يمتلك الايمان بالله و كان يطوف الارض من أجل ذلك الهدف ولم تكن رحلاته للمتعة وللنزه..
.
فالايمان هو الذى امده بهذه القدرات وجعله ممكن فى الأرض من الله ..
.
نحن نمتلك الموارد والطاقات والثروات التي حبانا بها الله سبحانه وتعالى، ولكن ما ينقصنا هو الايمان لكي نمكن فى الارض ..
.
كفى يا أمة الاسلام!! كفى
.
كفاك انتظار وسبات!!
..
ولنتقدم خطوة للامام ولنأخذ بالاسباب
..
وانظروا الى قصة التتار وهجومهم على العالم الاسلامي ... وكيف انكسر المسلمون واصبحوا خانعين ... ولكن عندما تعاون المسلمون في مصر وكانت غايتهم واسلاماه .. حقق الله على ايديهم النصر والتمكين وهزيمة قوم التتار الوحشيين
فلنجعل تاريخنا هو طريقنا واسلوب تغييرنا الى الافضل ونصلح علاقاتنا مع الله ومع انفسنا
والله اني احزن وازاد حرقا وبكاءا وانا ارى امة العزة وامة النصر تُهان ولا تستطيع رفع الظلم والذل عن انفسها ...
لماذا وصل بنا هذا الحال .. ما السم الذي وضعه لنا اعداءنا لنصبح هكذا
لماذا لان نكون ايجابيين وغير انانيين ونحب لغيرنا كما نحب لانفسنا .
لماذا لا نصبح كابا بكر وعمر وعثمان وعلي والسلطان عثمان والسلطان اورخان والسلطان محمد الفاتح والسلطان بايزيد والسلطان عبد الحميد
لماذا .. لماذا لا نكون وحوش جبارين امام اعداءنا .. يخافونا
ونكون في بيوتنا رحماء بيننا وفي الليل رهبانا
لماذا .. لماذا .. لماذا
والله لتنتهي كلماتي ولتنتهي حروفي ومداد قلمي وانا اقول لماذا .. لماذا
فلا حول ولا قوة الا بالله